صيْفٌ فرنسيّ بعيداً عن الطُرُق المطروقة

الإلهام

En bicicleta por el litoral francés
© Margouillatphoto

مدة القراءة: 0 دقيقةتم النشر بتاريخ 1 يوليو 2024

هل تَحلُمُ بصيْفٍ لا يُنسَى طُبِعَ بتجاربَ فريدة؟ إذن تَناءَ عن السُبُلِ بسبيل، واذهبْ مثلاً للاسترخاء في منتجَعِ مياهٍ معدنية عن الأنظارِ خافٍ، أو جُبِ الدروبَ الجانبيةَ على عَجَلة، أوِ احتَلْ لِتَصِلَ إلى مكانٍ في الطبيعةِ وارِف لا مكشوفٍ ولا كاشِف. ففرنسا ملأى بالجِنان الخفية، والمَحميات الطبيعية، والكنوز الثقافية. وسواءٌ أكنتَ وحدك أم مُصطحِباً خِلاً أو أهلا، فانتَبِذْ بنفسِكَ وبمن معك مكاناً قَصيّا، مما اخترنا لكَ هاهنا مِن مكان. ودَعِ الدهشةَ تعتريك...

اصعَد... واملأ صدرَك بِهَوا الجبال

في الألبِ كثير مِن مَناشِطِ الرياضة.
© Nathan Degaches - في الألبِ كثير مِن مَناشِطِ الرياضة.

على سفوح براكين أوفِرنيْ، تَفتِنُ مرتفعات أوبراك هواةَ التجوال الطويل، ومحبي الطبيعةِ، والثقافةِ، والتاريخ. فهذهِ بريةٌ بِكر، نأَتْ عن البَشَر، وأمِنَتْ مِنَ الحَر. 


وإذا اتجهتَ جنوباً، صوب أوكسيتاني، فستُقدِمُ لك مصلحةُ الرياضة والاستجمام المستقلة، Les Angles، الواقعة على سفح جبل كانيغو في البيرينيه، بانوراما خلابةً هناك على قمم كارلي. فافتح عينيْك، واملأ رئتيْك!

 

وإنْ كنتَ للرياضةِ أكثرَ طَلبا، فاتجه إلى محطة الرياضة الجبلية Tignes! تقعُ هذه المحطة على ارتفاعٍ يزيدُ عن 2000م. ولديها مِن عروضِ الرياضةِ للصِغارِ والكِبارِ كثير، مِن عجلاتٍ جبلية، ورحلاتِ تجوالٍ طويل، ورياضاتٍ مائية وما إلى ذلك.  

استمتِع بهدوءِ البُحيْرات

 بحيرة تريملان في قلب غابة بورسيليانت - بريتانيا
© Marie Houssin - بحيرة تريملان في قلب غابة بورسيليانت - بريتانيا

إلى جانبِ أنها تَبعَثُ في النفسِ السكينة وتَبُثُ في الأوصالِ النشاط، تُمثِّلُ بحيراتُ فرنسا جمعاً لطيفاً لِهُواةِ السباحة والأنشطة المائية ولِهُواةِ الهُدوءِ كذلك. 

 

في بريتانيا، لا بدَ لكَ من زيارة بحيرة تريملان إذا كنتَ تهوى ركوبَ زوارق الكاياك والتجديفَ بالمجاديف أو بالدواسات. وثَمَ إلى ذلك، في قلبِ غابة بروسيلياند، محميةٌ طبيعية ومحطةُ انطلاق للتجوالِ الطويل والنزهاتِ على ظهرِ حصان أو على متنِ عجلة، ما يلبي كلَ الرغبات.  


ثم امضِ إلى كورسيكا لاكتشافِ بُحيْرتيْ كابيتلو الرائعتيْن، "ميلو" و"باستاني". وهما مكانانِ فريدانِ هادئان لاستنشاقِ الهواء النقيّ والتمتعِ بجمالِ الجزيرةِ الفريد.

اكتشِف أماكنَ مجهولة

 لا سوول – منطقة الباسك
© Office de Tourisme Pays Basque - لا سوول – منطقة الباسك

هل تبحثُ عن نفائسِ الأشياء؟ يكفيكَ أحياناً أن تبتعدَ بضعة كيلومترات عن الأماكن الأكثر ارتياداً لِتجدَ الهدوءَ والسكينة وتَنعَمَ بجَمال المناظر الطبيعية. 

 

مِثلَ جبال فوكلوز، الواقعة بين قمم لوبرون وجبل فانتوو، إذْ يكشفُ هذا الركنُ من فرنسا عن وجهٍ آخَرَ لِمنطقة بروفانس لا ينالُهُ صخبُ الصيف.

وفي الجنوب الغربيّ، تَنَحَّ جانباً وتنزَّه في لا سوول، أصغرِ بِقاعِ منطقة الباسك وأكثرِها برِّية.

وعلى الساحل البروفانسيّ، سِر إلى الشط الأزرق: الجانبِ الآخَر من الخلجان الصغيرة غرب مرسيليا، الأقلِ شهرةً من منتزه الخلجان الشهير في المدينة، والذي لا يقلُ مع ذلك عنهُ جَمالا. 

استرخِ في منتجعٍ مائيّ

 استرخاءٌ تام في بالاروك-ليه-بان - أوكسيتاني
© OT Thau - استرخاءٌ تام في بالاروك-ليه-بان - أوكسيتاني

العطلةُ الصيفية هي كذلك الوقتُ المثاليّ للاسترخاء والاعتناءِ بالنفس. فَلِمَ لا نختارُ إذن السياحةَ الحرارية ونعيدُ شحنَ بطاريتِنا الحيوية قبل العودة؟

 

إذا كنت تحبُ اللكنةَ المتوسطية، فاتجه إلى بلدة بالاروك-ليه-بان، بلدةِ المياه المعدنية الوحيدة في فرنسا على شط البحر. وبإطلالتِها الكاملة على سلسلة بحيرات "تو" الضحلة وببنائها الذي على شكلِ باخرة، تُوفِّرُ حمامات-سبا بالاروك بيئةً مثالية للاسترخاء التام.


ولمحبي الأطلسي، اتجهوا إلى داكس. فمدينةُ المياهِ المعدنيةِ الشهيرةُ هذه، التي لا تبعدُ عن بوردو أكثر من ساعة ونصف الساعة وعن الشواطئ أكثر من 30 دقيقة، تدعوكم للتمتُعِ بمياهها الصحية وبيئتِها المريحة في قلبِ غابةِ لاند. 

 

وفي الأخير، لِهواةِ المناظرِ الطبيعيةِ في الشمال، سيروا إلى حمامات سان-آمان-ليزو، الحرارية بمنطقة فرنسا العُليا، وهي محطةُ مياهٍ معدنية مُقامة على طرفِ غابة.
 

ارتمِ في أحضان الطبيعة

- سيرُ الهُوَيْنَى على عجلة في الطريقِ المحاذي لبحيرة إيلاي - جبال الجورا
© Benjamin Becker/Jura Tourisme - - سيرُ الهُوَيْنَى على عجلة في الطريقِ المحاذي لبحيرة إيلاي - جبال الجورا

لا شيءَ يجعلُك تحتملُ الحَر كاستنشاقِ الهواء الطلق والارتماءِ في أحضان الطبيعة. وأينما ذهبت في فرنسا تجد مناطقَ توفرُ لكَ بيئةَ الخضرةِ والهدوءِ هذه. 

 

فالجورا ، بما فيها من غاباتٍ كثيفة وبحيراتٍ وشلالات، ملجأٌ آمِنٌ حقيقيّ لأولئك الذين يودونَ الاستجمامَ في الطبيعةِ الخضراء. 

 

ومنتزه سِفِنّْ الوطني هو المكانُ المثاليّ للالتجاءِ إلى "الطبيعة". فاكتشِف هذه البيئةَ المَحمية المصنَفة لدى اليونيسكو. 

 

أمّا قِممُ مورفان، وهي رئةٌ خضراءُ حقيقية لبريتانيا، فتدعوكَ للتمتعِ بمناظرها البانوراميةِ الخلابة التي تقطعُ الأنفاس. 

 

استرِح على سطحِ قاربٍ سارِبٍ في نهرٍ أو بحيرة

بزورق كاياك طويل على نهر فيزير ببلدةِ أوزيرش
© OT Terres de Corrèze - بزورق كاياك طويل على نهر فيزير ببلدةِ أوزيرش

استجِب، هذا الصيف، لِداعي هدوءِ الأنهارِ والقنوات. واركبِ الماء، أينما كنت في فرنسا، وتمتعَ بنزهاتٍ لطيفة على متنِ زورق. 

 

ففي قلبِ أكيتِن الجديدة، اركبْ زورقَ كاياك طويلاً على نهرِ لير. ينبعُ هذا النهرُ الهادئ من قلبِ لاند ويجري 115 كم حتى يَصُبَّ في حوض أركاشون، على بعدِ ساعة من بوردو. وفيه مَقاطعُ للتجديفِ بالقدمين يُراوِحُ طولُها بين 5 و90 كم في نظامٍ بيئيٍّ مَحميّ.

 

أو استأجِر زورقاً تعبُرُ به قناة ميدي، المصنفة على لائحة التراث العالمي لليونيسكو. وتلك رحلةٌ مائيةٌ هادئة عبر مناظرَ طبيعيةٍ فاتنة وهُويْساتٍ ذاتِ تاريخٍ. 

 

يَنبُعُ نهر فيزير من كورّيز ويَصُبُّ في ليموي بمنطقةِ دوردونيْ بعد أن يجريَ 211 كم. وهو نهرٌ عريضٌ صاخب يتيحُ لك التمتعَ على متنِ زورقِ كاياكٍ طويل بمواقعَ ومناظرَ طبيعيةٍ رائعة، يُهَدهِدكَ طوال الوقت صوتُ هديرِ الماء وزقزقةِ العصافير. 

قُدْ دراجتَك على الدروبِ الخُضر

 على عجلة في الطريق إلى مون-سان-ميشيل
© Thomas Le Floc’H - CRT Normandie - على عجلة في الطريق إلى مون-سان-ميشيل

العجلة، كهربائيةً كانت أم عضلية، وسيلةٌ مستدامة للتنقُل والتمتُع بشكلٍ مختلف بالمناظر الطبيعية. إليك بعضَ ما يمكنُ أن تَسلُكَ مِن طُرُقٍ خضراءَ في الصيف، بعيداً عن البلبلةِ السياحية: 

 

- طريق ڤيلوسيني: وهو طريقُ دراجاتٍ طولُه 450 كم يربطُ باريسَ بمون-سان-ميشيل في النورماندي. يوفرُ هذا الطريقُ الأخضر انغماساً تدريجياً في المناظر الطبيعية الفرنسية: مِن قُرىً، وغاباتٍ وارِفة، وحقولِ قمح...

 

- طريق ڤيلوماريتيم : وهو أحدُ أطولِ مسالِكِ الدراجاتِ في فرنسا. يمتدُ 1500 كم على طول الساحل بين روسكوف ودَنكِرك. يوفرُ هذا الطريق مناظرَ طبيعيةً ساحليةً متنوعة، مِن الشواطئ الرملية إلى الجروفِ الشاهقة. فتَمَتَّعْ بهواء البحر وأنت تكتشفُ القرى الساحليةَ الفاتنة.

 

طريق اللوار على عجلة: بطول 900 كم لزيارةِ منطقة اللوار بطريقةٍ مختلفة والتمتُعِ بالمناظرِ وبالطبيعةِ وطبعاً بمرأى قصور اللوار الباذخة. مسارٌ يجمعُ بين الثقافة وبين الطبيعة.

على دروبِ قُرى الفنانين

بيت الدكتور غاشيه في أوڤِر-سور-واز
© Auvers Tourisme - بيت الدكتور غاشيه في أوڤِر-سور-واز

ما رأيك لو استفدتَ من الصيف لتغذيةِ عقلِك؟ لقد كانتِ المناظرُ الطبيعيةُ الفرنسية مصدرَ إلهامٍ لا ينضب لكثيرٍ من الفنانين: ففي كل مكان في فرنسا، هناك قرىً نموذجية تغمرُكَ بجوٍ فنيٍّ فريد. 

 

ففي أوكسيتاني، زُر قريةَ كولّيوور. هذه القريةَ المستكِنّة على ضفاف المتوسط التي كانت مهدَ الحركة الفنية الفاڤية fauvisme. فقد قَدِمَ إليها هنري ماتيس وأندريه دوران وإيتيينّ تيرّو جميعاً لالتقاطِ ضيائها الخاص جداً لِيُحوِّلوهُ إلى لوحاتٍ فنية صارتِ اليوم تُعرَفُ عالمياً. 

 

وفي إيل-دو-فرانس هناك قرية أوڤِر-سور-واز النموذجية التي استقبلت الرسام الشهير ڤنسنت ڤان كوخ. وكانت كذلك مقرَ إقامتِهِ الأخير. وتحتفظُ القريةُ اليوم بالإرث الفنيّ للرسام، بمواقعَ كالكنيسة والمقبرة التي دُفِنَ فيها. 

 

أمّا سان-سيرك-لابوبي فذاتُ أهميةٍ خاصة في العالمِ الفنيّ. فقد كانت هذه القريةُ، الواقعةُ في إقليم لوت بمنطقة أوكسيتاني، مُلهِمةَ أندريه بريتون، أبي السُريالية. إذِ افتُتِنَ الفنان، الشغوف بالشِعر السورياليّ، بالجمالِ القروسطيِ الفاتنِ للقرية، وطارت لها مُذ ذاكَ شهرة بأنها مكانُ إلهامٍ فنيّ. 

 

اذرَع دروبَ أزهى الكروم

درّاجانِ على طريق غران كرو (الخمور الفاخرة) في بورغونيْ
© Alain Doire - Bourgogne-Franche-Comté Tourisme - درّاجانِ على طريق غران كرو (الخمور الفاخرة) في بورغونيْ

تزهو فرنسا بالغنى الفريد لمناطقِ الكرومِ فيها. وأفضلُ شهورِ استكشافِ هذي الكرومِ الصيف، ففي هذا الفصل تجيشُ الكرومُ وتفور. 

 

  • طريق خمور الألزاس: هذا طريقٌ أسطوريّ لملاقاةِ أصحابِ الكروم الشغوفين والتمتُعِ بمناظر الطبيعة الخضِرة. 

 

طريق خمور بورغونيْ: اعبُر هذا الطريق وتمتَع بالمناظر الطبيعية الخلابة بحثاً عن خمور بورغونيْ وقرى الخمور الفاخرة.

 

طريق الشمبانيا: استرخِ بين كروم الشمبانيا وزُرْ أقبيتَها لاكتشافِ أسرارِ صُنعِ هذا الخمرِ الفوّارِ الشهير. 
 

اكتشِف المدنَ حينما تكونُ هادئة

 ساحة بيه برلان في الصيف - بوردو
© Nicolas Duffaure - ساحة بيه برلان في الصيف - بوردو


يُقالُ إنَ المدنَ تكشِفُ في الصيف عن وجهٍ لها أهدأ. وهذه فرصةٌ مثالية للتجوالِ فيها دون الاصطدامِ بالناس. 


 

باريس هي الرمزُ بامتياز لهدوءِ الصيفِ هذا! ففي يوليو/تموز وأغسطس/آب، يَحُلُ مَحَلَ الصخبِ اليوميّ للعاصمةِ جوٌ أكثرُ دَعَةً... وهذا هو الوقتُ الأمثل لزيارة المتاحف، وارتياد المطاعم، والأماكن الأثرية، والبوتيكات، دون ازدحام. 


 

بوردو ، التي لا تبعدُ عن ساحل الأطلسي أكثرَ من ساعة، مثالية لاستراحةٍ حضرية بين نزهتيْنِ على الشط. ففي أيام الصيف، يسودُ المدينةَ جوٌ أكثرُ استرخاءً وتدعوكَ المدينة لاكتشافِ كلِ ما فيها من سحر في جوٍ صحو.


 

ليون، على أرصفةِ نهريْ السون والرون الرائعة، تكشِفُ المدينةُ في الصيف عن جوٍ ممتعٍ جداً. فجُلْ في ليون القديمة، وكُلْ ما لَذَ وطاب من طعام المدينة، وتمتّع بالمنتزهاتِ والتراساتِ المُشمِسَةِ الكثيرةِ فيها.



 

المشورة والتوصيات

للحدِ من بصمتِكَ الكربونيةِ في الرحلة، اخترِ المؤسساتِ التي تحملُ علاماتٍ بيئية؛ لإقامةٍ مستدامةٍ مضمونة! 
 

شاهد المزيد