تشتهر فرنسا بسمعتها العالمية في مجال الطهي، وتنوع منتجاتها المحلية المحببة لدى الجميع، وتعتبر مدينة ليون عاصمة فن الطهي العالمية: لا شك أن الفرنسيين هم من عشاق الحياة، ولا يقتصر هذا الحب على المقاهي والمطاعم اللطيفة فحسب، بل يتجلى أيضًا في صالات الطعام التي انتشرت بشكل كبير في السنوات الأخيرة. تجدد صالات الطعام المشهد الغذائي وتجعل تذوق الأطباق الشهية في متناول الجميع، وسط أجواء دافئة، مع أنشطة مصاحبة، ومنتجات طازجة، وقليل من المشروبات، أين تقدم هذه الصالات كل ما تحتاجه لقضاء أمسية ممتعة مع الأصدقاء. إليكم لمحة سريعة عن أبرز صالات الطعام العصرية في فرنسا!
سوق ليز - مونبلييه (أوكسيتاني)
يا له من مفهوم رائع! يجسد سوق ليز بشكل مثالي إمكانية منح حياة مشرقة ثانية لموقع صناعي مظلم. يجتمع هنا التجار، والبائعون المتجولون، والباعة في الأسواق القديمة، والفنانون، والطهاة، والشاحنات الغذائية ليجعلوا من سوق ليز مفهومًا فريدًا من نوعه. الموضوع المركزي: أسلوب حياة حديث جديد يُبرز الإنتاج المحلي، والاستدامة، والابتكار. لذا، يمكنكم الاستمتاع بأطباق لذيذة من واحدة من عديد الشاحنات الغذائية، أو تناول مشروب أثناء لعب مباراة في رياضة الكرة الحديدية، أو تأمل جمال فن الشارع، أو التجول في سوق التحف، والأهم من ذلك، الانغماس في الأجواء الاحتفالية التي تسود المكان. كما توجد مساحات عمل مشتركة، وأخرى مخصصة للشركات الناشئة وورش العمل الفنية لتكتمل الصورة. يعد سوق ليز مركزًا للثقافة الحضرية النابضة في مونبلييه، من الأماكن التي لا تفوت عند زيارتكم القادمة لهذه المدينة المتوسطية.
ليه هال دو لا ماجور – مارسيليا (بروفانس-آلب-كوت دازور)
دائمًا مع البحر الأبيض المتوسط كخلفية، نتجه شرقًا نحو مارسيليا، المدينة التي تحتوي على العديد من الجواهر المخفية. نكشف لكم اليوم عن واحدة منها يجب اكتشافها على وجه السرعة: ليه هال دو لا ماجور أو صالات طعام لا ماجور. تحت قباب الكاتدرائية التي تحمل نفس الاسم، تقدم هذه الصالات الرائعة أطباقًا لذيذة بنكهات متوسطية. سلطة طازجة من البقال، طبق من المحار من بائع السمك، أو "تارتار الشيف" من الجزار: ستجدون هناك جميع أنواع النكهات والمنتجات عالية الجودة. اختتموا وجبتكم مع طبق من الجبن وكأس صغير من المشروب من محل المشروبات، مع إطلالة على المياه المتلألئة للبحر الأبيض المتوسط. تحتل صالات طعام لا ماجور مكانة مهمة على الساحة الغذائية في امرسيليا، حيث تعزز المنتجات المحلية والتخصصات المتوسطية، كما تقدم أيضًا تنوعًا في المأكولات العالمية (لا تفوتوا التاباس التايلاندي!).
تعد ليه هال دو لا ماجور جزءًا من مشروع أكبر، وهو قباب لا ماجور، اتخذت المطاعم والمحلات والمقاهي والمتاجر مقرا لها تحت قباب الكاتدرائية. لا تفوتوا فرصة زيارة قبة فيرجو، وهي مساحة نابضة بالحياة وإبداعية تستضيف معرضين مختلفين كل شهر، ويتم افتتاحها بأمسية ذات طابع خاص وحفل افتتاح ومجموعات دي جي وحفلات موسيقية. وفي الأمسيات الأخرى، يمكنكم تناول مشروب وتناول وجبة خفيفة في هذه المساحة الفريدة التي تقع أسفل الكاتدرائية. إنه مكان يجب زيارته بالتأكيد!
غار دو سود - نيس (بروفانس-آلب-كوت دازور)
بنيت محطة غار دو سود أو محطة الجنوب في نيس عام 1892، وكان من المفترض أن تربط هذه الجوهرة الملونة بمنطقة بروفانس. بعد إغلاق المحطة، كانت المعلم المعماري، الذي استلهم جزئيًا من غوستاف إيفل، مهدد بالانهيار وحتى الهدم، لكن ذلك لم يكن ليحدث أمام احتجاجات السكان الذين كانوا يرغبون بشدة في منح المبنى حياة جديدة. وهو ما تحقق لحسن الحظ بشكل ملحوظ!
على الرغم من أن صالات الطعام الجديدة هذه لا تزال قيد التطوير، إلا أن سكان نيس تمكنوا بالفعل من الاستمتاع بصيف رائع هناك بفضل الفعاليات العديدة وعروض الطهي اللذيذة. لكن الأفضل لم يأت بعد، لأن المفهوم سيأخذ حياة جديدة في بداية عام 2022. تحت قيادة مؤسسة " أنشونتي"، سيقدم الموقع التاريخي تكوينًا جديدًا للمساحة وتطورًا للمفهوم، مع طموحنا في أن نصبح مرجعًا عالميًا لصالات الطعام! ومع ذلك، دعونا لا ننتظر هذه الابتكارات الجديدة الكبيرة للاستمتاع بـمحطة غار دو سود الآن. تظل صالة الطعام الرائعة هذه مفتوحة لتناول كوكتيل أصلي أو مشروب بارد، ومجموعة متنوعة من المأكولات اللذيذة التي تجمع بين التخصصات المحلية ونكهات العالم.
ليه هال دو باكالان - بوردو (نوفيل آكيتاين)
تعتبر مدينة المشروب، بمعمارها الحديث المخصص لزراعة العنب الإقليمية، وجهة لا تفوت. عند سفح المدينة، تقع ليه هال دو باكالان ، وهو سوق مغطى أسسه تجمع بيلتوكى عام 2017. هذه المرة، ليس موقعًا قديمًا تم تجديده، بل سوق مغطى حديث ومُعد بشكل جميل يستضيف 24 كشكًا للمنتجات الحرفية عالية الجودة. يمكنكم العثور هنا على خضروات طازجة أو مكونات لطهي الطعام بنفسكم، بالإضافة إلى أطباق لذيذة من التجار المحليين. لذا، فهي استراحة مثالية لتناول وجبة خفيفة لأولئك الذين يخططون لزيارة وتذوق مشروب في مدينة المشروبات.
إن مشروع "ليه هال دو باكالان" ليست مشروع بيلتوكي الوحيد، الذي يعني "المكان الذي يجمع الناس" باللغة الباسكية. تمتلك المجموعة اليوم أسواقًا مغطاة في 9 مدن في فرنسا - بما في ذلك باريس، وروان، وسانت-إتيان، وليل - تهدف إلى جمع المجتمع حول الطعام وأن تصبح القلب النابض الجديد للحي. بالنسبة للمؤسسين، يعد تناول الطعام تجربة اجتماعية تربط بين الناس وتشجع على الحوار والمناقشات، وهي عناصر أساسية لحياة سعيدة. تابعونا لمعرفة أين يمكنكم العثور على هذه الأسواق المغطاة في أماكن أخرى من فرنسا!
ليه هال دو ليون بول بوكوز - ليون (أوفيرني-رون-ألب)
تتمتع فرنسا بتراث غذائي غني، ويعتبر الطهي فيها بمثابة شريعة. وإذا استخدمنا هذه الاستعارة، فإن مدينة ليون هي قبلة في هذا المجال، وليه هال دي ليون بول بوكوز هي معبدها الأسمى حيث يعتبر 56 طاهياً وتاجراً متجولاً دعاة للغة الطهي. إن زيارة صالات الطعام المغطاة هذه، التي تحمل اسم الشيف الأسطوري في ليون، تعتبر بالنسبة للكثيرين تجربة سماوية. يمكنكم هناك تذوق الأطباق التقليدية النموذجية مثل الماشون الليوني والكينيل الليوني وغيرها الكثير من الأطباق المحلية التي ستنقلكم إلى آفاق أخرى. ففي هذه السوق المغطاة التي تأسست عام 1859، هناك ارتباط كبير بالمنتجات المحلية.
يحرص 56 بائع سمك وجبن وخبز وشوكولاتة ومأكولات جاهزة على الحفاظ على تراث الطهي للمنطقة، ولا يترددون في تسليط الضوء على أبرز الأطباق المحلية. تعتبر ليه هال دو ليون بول بوكوز سوقًا مغطاة استثنائية، وهي القلب النابض للمدينة التي جعلت من الجودة واللذة والجمال أساس ثقافتها وماضيها ومستقبلها.
لو فود ترابول - ليون (أوفيرني-رون-آلب)
في مدينة ليون، عاصمة فن الطهي في فرنسا، هناك بالطبع العديد من أماكن الطهي المتميزة. لكن أجمل هذه المباني هو بلا شك لو فود ترابول ، وهي قاعة طعام جديدة نسبيًا استقرت في البرج الوردي الشهير في البلدة القديمة. وترجع تسميتها إلى الترابول، وهي ممرات مغطاة تقليدية تمر عبر مباني ليون القديمة والتي تستحق الزيارة. يعتبر البرج الوردي أيضًا جزءًا من شبكة الممرات هذه.
مارشيه دي إنفان-روج - باريس (إيل -دو -فرانس)
لقد حان الوقت لفقرة تاريخية نحو العاصمة: من بين جميع الأسواق المذكورة، يُعتبر مارشيه دي إنفان-روج أو سوق الأطفال الحمر بلا شك الأقدم. تأسس في عام 1615 في قلب حي هوت ماريه، في الدائرة الثالثة النابضة بالحياة في باريس، ويظل هذا السوق واحدًا من الأماكن المفضلة لدى الباريسيين والسياح. يرجع اسمه إلى قربه من ملجأ للأيتام الذين كانوا يرتدون زيًا أحمر.
في عام 1912، أصبح مارشيه دي إنفان-روج أو سوق الأطفال الحمر وجهة مفضلة في شرق باريس للحصول على الحليب الطازج، وظل كذلك حتى إغلاقه في عام 1914 مع بداية الحرب. على الرغم من حالته السيئة، تم الاعتراف بالسوق كمعلم تاريخي في عام 1982، وما زال اليوم سوقًا محببًا لدى السكان المحليين. بجانب أكشاك الفواكه والخضروات، يوجد أيضًا جزارون وبائعو سمك، بالإضافة إلى أكشاك الطعام التي تقدم لكم رحلة طهي حول العالم. أحد أفضل المطاعم اليابانية في باريس، " شي تايكو"، يملك كشكًا هناك، بينما يقدم " لو تريتور ماروكان" تجربة تذوق طاجين مغربي لذيذ. يمكنكم حتى زيارة السوق يوم الأحد لتناول أحد أفضل وجبات البرونش في باريس في "لا بيتيت فابريك"! الأجواء الدافئة، والود، وروح الدعابة لدى البائعين لا تزال تدفع الباريسيين إلى يومنا هذا للقيام بتسوقهم الأحد في هذا المكان الغني بالتاريخ.
بقلم Rédaction France.fr
تتابع هيئة تحرير France.fr سمات وأخبار الوجهة لتحدثكم عن فرنسا التي تبتكر وتعيد استكشاف تقاليدها. قصص ومهارات تشجّع على اكتشاف أو إعادة اكتشاف بلادنا.