مع آلاف الكيلومترات من أحدث مصاعد التزلّج، ومجموعة من المحطات الشهيرة والناشطة ومسبحة من القمم العالية المغطاة بالثلج، تستأهل جبال الألب شهرتها كأجمل منطقة تزلّج في العالم.
منحدرات شاهقة، جدران حدبات، مناظر خلابة وأشجار تنوب مئوية بأغصان تنوء تحت الثلج الدقيق... تقدّم حلبات تزلّج جبال الألب الفرنسيّة مجموعة مدهشة من المناظر والأحاسيس لجميع المتزلّجين مهام كان مستواهم... فيما يلي بعض ما نفضّله.
الأطول:
"سارين" هي ملكة "ألب هويز"، في "إيزير"، تنطلق من قمة رأس الجبل الأبيض على ارتفاع 3300 متر لتنحدر على مسافة 16 كيلومتراً نحو الأسفل حتى ارتفاع 1510 م. إنها أطول حلبة تزلّج سوداء بخط واحد في العالم. ولكن ليس من الضروري أن يكون المرء خبير تزلّج من أجل ارتيادها، فقط الجزء الأقرب من نهر "سارين" الجليدي هو حاد فعلاً. بقية الحلبة أوسع وأقل انحداراً ومعزولة عن حلبات التزلّج الأخرى، وهي تكشف مناظر ساحرة وكأنها بداية العالم!
أجمل الصور:
في "شامونيكس"، في "هوت سافوا"، من جهة "لا فليجير"، تقدّم حلبة التزلّج الحمراء "كومب لاشينال"، عند أعلى مصعد تزلّج "إندكس" (2400 م)، توجّها كاملاً نحو الجنوب، 700 من الانحدار و 8 كلم من الثلج الدقيق. إذا كان الطقس الجميل حاضراً، تشكّل نقطة مشاهدة رائعة على وادي "شامونيكس" وعلى "الجبل الأبيض"، وهو عملاق من الجليد والثلج شامخ نحو السماء الزرقاء بمنحدراته وقممه المدهشة.
الأكثر اخضراراً:
في "فلين"، في "هوت سافوا" كذلك، لا تُشكّل حلبة التزلّج الزرقاء "كاسكاد" درباً يربط قمة "فلين" إلى قرية "سيكست-فير-إ-شوفال" في "غران ماسيف" فحسب، بل هي تشكّل أيضاً منطقة تنزّه رائعة (14 كلم، انحدار 1700 م) تخترق غابات تنوب رائعة مثقلة بالثلج الحديث. كمكافأة إضافيّة هناك مشاهد رائعة للقمم الكبرى ("مون بلان"، "إغوي دو ميدي"، "دان دو جيان"، "غراند جوراس"...). كما هناك أيضاً ككرزة على قالب الحلوى (المثلّج) وجود الظبيان الصخريّة والوعول.
الرياضيّة جداً:
لا تكتفوا بالاسم: الحلبة "الخضراء" لمحطة "هوش"، دائماً في "هوت سافوا"، هي في الواقع حلبة تزلّج سوداء من بين الأكثر تطلّباً في جبال الألب. استقبلت العديد من مباريات الانحدار لبطولة العالم مع سرعات وصلت إلى 140 كلم/ساعة. من أجل الانطلاق عليها، يتوجّب الأمر أن تكون متزلّجاً جيّداً. ليس لأنها غالباً ما تكون متجمّدة فحسب، بل أيضاً بسبب وجود ممرّات خطرة. الأكثر صعوبة؟ "لا كاسور" و"له غوليه"، التي يخشاها أفضل المتزلّجين.
التاريخيّة أكثر:
"الحلزون" هي حلبة تزلّج خضراء في "فال سونيس" (سافوا) تبدأ على ارتفاع 2100 م. تتميّز بطولها (10 كلم) وتشتهر بشكل خاص بفضل تاريخها حيث تتبع عن قرب الطريق الامبراطوريّة لممرّ جبل "مون-سونيس" التي بناها بسرعة في العام 1805 نابليون مع ما يوازي 2000 من العمّال. لم يعد يحتمل الامبراطور، مثلما كان الأمر مع هنيبعل وأفياله قبله، نقل مدافعه في الثلج، من أجل اجتياز الممر الالزامي نحو منطقة "بييمونت " في إيطاليا.
الأكثر شمساً:
تقع "إيزولا 2000" فوق مدينة "نيس"، في "ألب-ماريتيم"، وهي إحدى المحطات النادرة في العالم التي يمكنها أن تفخر بشمسها المشرقة وبثلجها الكثيف (تقع حلبات التزلّج على ارتفاع يفوق 2000 م) و... بمنظر البحر. هذا هو الأمر بالنسبة لحلبة تزلّج "سيسترون" حيث يمكن، خلال الأيام الصافية، رؤية البحر المتوسط خلف القمم المغطاة بالثلج. بطاقة بريديّة مثاليّة!
الأكثر روعة:
في "أفورياز"، في "هوت-سافوا"، "با ده شافانيت" التي تُسمّى أيضاً "الجدار السويسري"، هي حلبة تزلّج سوداء بانحدارات مخيفة (50%) تنخفض بنسبة 400 م لأقل من 1 كلم. لا تتم معالجة سطحها الثلجي بسبب خطورة تحرّك الآليات عليها! عند الانطلاق، يمكن رؤية المزالج وهي ترتفع في الفراغ. بالإضافة إلى ذلك، هناك حدبات كبيرة وكتل صخريّة تتواجد على المسار. باختصار، إنها مرجع لجميع المتزلّجين الكبار ولكنها كابوس غير المتمرّسين. لحسن الحظ، تعمل مصاعد التزلّج نحو الأسفل أيضاً...
الأكثر استرخاءً:
في "مينوير"، في "سافوا"، موعدكم عند قمّة "3 مارش" لمتابعة "بولفار بيكا" و"غران لاك" و"بيلوزيه": هذا المنحدر الطويل (حلبة تزلّج زرقاء) الموجّه نحو الغرب يتلاءم مع جميع مستويات التزلّج مع تعاقب المنحنيات والمجالات العريضة لجميع أشكال التزلّج، حدبات للقفز ومنزلقات سريعة وطويلة. يُشرف كل ذلك على منظر ساحر: وادي "بلفيل" وقمم الجبال المغطاة بالثلج المحيطة به. مثالي للتزلّج العائلي.
البرّية جداً:
يمكن الوصول إلى "لا غراف" من "دو ألب"، في "إيزير"، وهي جنّة هواة التزلّج خارج الحلبات على الثلج الدقيق، بعيداً عن الازدحام والأبراج. يتم أولاً الوصول إلى نهر "مايجي" الثلجي على ارتفاع 3200 م بواسطة التلفريك. ثم يتم النزول، بواسطة لوحة التزلّج أو المزالج أو وفق طريقة "تيليمارك"، نحو المحطّة مروراً بالزوايا الأكثر غرابة في الجبل مع إجراء أشكال تزلّج متسلسلة. تجربة خارج المعايير المتعارف عليها لا يُنصح بإجرائها دون مرافقة دليل.
بقلم Eliane Cognet
صحفيّة