الاستماع لحفيف أوراق الغابة الاستوائية، واستنشاق رائحة الشوكولاتة الدافئة، والاستمتاع بطعم قطعة شوكولاتة تذوب في الفم... في ورشة عمل الشوكولاتة في بايون، تنطلق كل حواسكم في رحلة إلى عالم صناعة الشوكولاتة التقليدية. من حبة الكاكاو إلى قطعة الشوكولاتة النهائية، نتعقب رحلة تحول الكاكاو إلى أشهى المذاقات. مثل "باقة الشوكولاتة" الشهيرة، رمز الإبداع اللامحدود لهذا الحرفي القديم في مدينة الشوكولاتة...
ما الرابط بين النحات سيزر والشوكولاتة؟ الإجابة تكمن في ورشة بايون للشوكولاتة، في قلب بلاد الباسك! فقد استلهم سيرج أندريه، الذي كان آنذاك يدير الورشة العريقة التي أسسها والداه عام 1951، فكرة مبتكرة تتمثل في منح ألواح الشوكولاتة الرقيقة مظهر المعدن المجعد، ثم كسرها ووضعها في مخروط مزخرف، وهكذا ولدت "باقة الشوكولاتة" الشهيرة التي أصبحت أيقونة لورشة شوكولاتة بايون!
بعد مرور نحو ثلاثين عامًا، يمكن للزائر في كل ورشة من ورش صنعِ الشكولاتة أن يشهد مباشرةً فن صبّ الشوكولاتة، وهو ما يولِد رقائق الشوكولاتة النقية المصنوعة من زبدة الكاكاو بنسبة %100. تتميز هذه الرقائق بسمكها شديد الرقة - 3 ملليمترات فقط - مما يوفر نكهة مكثفة وفورية في الفم، وتتوفر بأكثر من ثلاثين نكهة متنوعة.
سواء أكانت بنكهة البندق أو السمسم أو النوجا، أو بمرارة الشوكولاتة الداكنة أو حلاوة الشوكولاتة البيضاء، يمكن للزبون أن يختار باقة نكهات خاصة به وفقًا لرغباته ومدى الكثافة التي يرغب في منحها لحظاته اللذيذة.
إشارة للتقاليد مع شوكولاتة بايون
في المناسبات الكبرى، تضيف ورشة شوكولاتة بايون لمسة خاصة، حيث تخبئ داخل قطعة شوكولاتة رسالة خاصة، لتقديم الشكر، التهنئة، أو التعبير عن المشاعر العميقة... إشارة إلى التقاليد القديمة: ففي القرن السابع عشر، كانت المدينة تعتاد على تقديم الشوكولاتة كهدايا للضيوف المميزين، مثل المارشال فوبان الذي تلقى 16 رطلاً من الشوكولاتة كهدية، حسب السجلات التاريخية!
فبين بايون والشوكولاتة، هناك قصة حب طويلة وعميقة مكثفة بقدر ما هي غير معروفة. لاكتشاف كل شيء عن هذه الملحمة وبدايات حرفة أزلية، توجهوا إلى مصنع الشوكولاتة الرئيسي لورشة شوكولاتة بايون للقيام بجولة استكشافية مدتها ساعة ونصف، حيث ستكتشفون أسرار تحويل الكاكاو إلى شوكولاتة.
رحلة استكشافية الى عالم صنع الشوكولاتة
زقزقة الطيور والأضواء التي تستحضر أجواء الغابات الاستوائية حيث تزدهر أشجار الكاكاو، فيلم قصير يرسم مسار حبة الكاكاو من حصاد الثمار حتى المرحلة الأخيرة، من آلات وأدوات صناعة الشوكولاتة القديمة....
الزيارة هي رحلة حقيقية عبر تاريخ ما كان في البداية مشروب الأزتيك والمايا قبل الوصول إلى أوروبا بفضل المستكشفين الإسبان. و وهي أيضًا رحلة استكشافية الى عالم أسرار صنع الشوكولاتة.
غاناش، برالين وغيرها من الحشوات التي تذوب في الفم
طوال الأسبوع، من الاثنين إلى الجمعة، يمكننا الاستمتاع من خلال نوافذ الورشات بمشاهدة الحرفيين وهم يصنعون الغاناش والبرالين والحشوات اللذيذة الأخرى. إنها أعمال دقيقة تشبه أعمال الصاغة، وتستمر على نهج أول "صانعي الشوكولاتة"، وهم اليهود الإسبان والبرتغاليون الذين لجأوا إلى بايون وجلبوا إلى فرنسا أسرار تحويل حبة الكاكاو في القرن السابع عشر.
في ذلك الوقت، كانت الشوكولاتة منتجًا فاخرًا تحظى بشعبية كبيرة لدى الملوك والأمراء، بدءًا بالأميرة ماريا تيريزا من إسبانيا التي أدخلته إلى البلاط الفرنسي بعد زواجها من لويس الرابع عشر في سان -جان -دو- لوز عام 1660. وسرعان ما اشتهرت المدينة بفضل ذلك: ففي عام 1809، ظهرت شوكولاتة بايون على أول خريطة غذائية لفرنسا!
أكاديمية للشوكولاتة الحرفية
على الرغم من تراجع عدد صانعي الشوكولاتة الحرفيين مع التطور الصناعي، إلا أن ورشة شوكولا بايون، شأنها شأن الدور الأخرى المشاركة في أكاديمية شوكولاتة بايون، تعمل على الحفاظ على تقاليد صناعة الشوكولاتة الحرفية.
هل تشعرون برغبة في غمس أصابعكم في إناء الشوكولاتة بعد هذه الزيارة الشهيّة؟ ندعو الصغار من عمر 4 إلى 12 سنة للمشاركة في ورشة عمل ممتعة: تزيين شيء لذيذ أو رسم سمكة.
وبالنسبة للجميع، تفتح ورشة شوكولاتة بايون أبواب منطقة التذوق الخاصة بها، حيث يمكن تعلم كيفية تمييز أنواع النبيذ الفاخرة التي يجمعها صانع الشوكولاتة كخبير في النبيذ مثل "كيريتسا" محلي الصنع بنسبة 70٪ من الكاكاو، وهو مزيج فريد من حبوب الإكوادور وساو تومي وكوت ديفوار، أو “إكسترا كيريتسا" بنسبة 97٪ من الكاكاو أو حتى شوكولاتة مدغشقر.
فلفل اسبيليت ونكهات جديدة
ويمكنكم تذوق النكهات الفريدة مثل الشوكولاتة الداكنة بنكهة فلفل إسبيلت لإضفاء لمسة باسكية، أو الشوكولاتة البيضاء بنكهة الفانيليا واللوز والتوت البري. ومنذ عام 2020، أصبحت لوحة شوكولاتة جديدة مصنوعة من كريولو متاحة، وهي أندر أنواع الكاكاو في العالم، والتي تزرع ورشة شوكولاتة بايون بضع هكتارات منها في المكسيك، مما يساهم في الحفاظ عليها. هذا ما يجعل شوكولاتة بايون أكثر جاذبية!
توصيات ونصائح: هل تخططون لزيارة بايون؟ من بين الأماكن التي لا يجب أن تفوتكم، زيارة ورشة الشوكولاتة ومتحفها. ننصحكم بحجز زيارتكم مسبقًا، خاصة إذا كنتم تخطون لزيارتنا خلال العطلات المدرسية أو خلال احتفالات بايون الشهيرة. إذا كنتم ترغبون في مواصلة زيارتكم للمدينة بطريقة صديقة للبيئة، يمكنكم بسهولة الوصول إلى العديد من المواقع الثقافية سيراً على الأقدام أو بالدراجة (أسوار المدينة، متحف الباسك...)وإذا كنتم تحلمون باكتشاف المدن المجاورة، فلن تجدوا صعوبة في العثور على وسيلة نقل صديقة للبيئة. نتمنى زيارة ممتعة لعاشق الشوكولاتة!
لمعرفة المزيد: - يمكن العثور على لذائذ ورشة شوكولاتة بايون الشهية في حوالي ثلاثين متجرا في فرنسا، بما في ذلك متجر بايون التاريخي. - الإعداد لرحلتكم إلى بلاد الباسك
بقلم Rédaction France.fr
تتابع هيئة تحرير France.fr سمات وأخبار الوجهة لتحدثكم عن فرنسا التي تبتكر وتعيد استكشاف تقاليدها. قصص ومهارات تشجّع على اكتشاف أو إعادة اكتشاف بلادنا.