يبرز لدى كبار الطهاة الفرنسيين التوجّه نحو الورود والخشخاش المنثور والياسمين ونحو الأطباق المزيّنة بالبتلات الملوّنة. لدى فلوريان Florian، محل الحلويات على الكوت دازور، يشكل فنّ تذوّق الزهور تقليداً يعود إلى ما يُقارب القرن.
يمكن أن تشكّل الزهور متعة للنظر والشم، كما يمكن الاستمتاع بتذوّقها أيضاً. خاصة على الكوت دازور وفي المنطقة الداخلية التابعة لمدينة غراس، عاصمة العطور وأرض المأكولات الشهيّة. هنا تقوم حلويات فلوريان، في منطقة "غورج دو لو" Gorges du Loup، بتحويل أزهار وفاكهة البروفانس إلى حلوى لذيذة.
يمكن تذوّق البنفسج والياسمين وزهور رعي الحمام وبتلات الورود الرقيقة بشكل بلّوري أو متكتّل أو بالعسل أو بشكل ملبّس. فن متناهي الرقّة، أطلقه أوجين فوش Eugène Fuchs الذي افتتح في العام 1921 أول محل حلويات فلوريان على مرفأ نيس، والذي كان الرسّام ماتيس Matisse من روّاده الأوفياء.
خبرة تنتقل من جيل إلى جيل
منذ ذلك الحين، تعاقبت أربعة أجيال من حرفيي الحلويات لتأمين استمراريّة الخبرة وللفوز بالعديد من المكافآت الهامة على مرّ السنين. مثل "الكأس الذهبي لحسن الذوق الفرنسي" في العام 1972، أو جائزة متذوّقي المأكولات الرفيعة Épicures de l’Épicerie Fine في العام 2014، إذا اكتفينا بذكر الأحدث بينها. يدير المؤسسة اليوم ساندرين وفريدريك، أبناء أحفاد أوجين فوش، عبر أربعة مواقع: الدار الأم في "بون-دو-لو" (التي أصبحت متحف الحلويات)، وحلويات فلوريان في نيس القديمة على رصيف باباسينو Papacino، ومحل فلوريان في القرية المطلّة في غوردون Gourdon ومحل الحلويات في غراس الذي افتتح أبوابه في قلب الأحياء التاريخيّة.
معملان للحلويات للإعجاب والتذوّق
محل الحلويات الموجود في مدينة نيس القديمة والمحل الموجود في "بون-دو-لو"، المكان السحري الموجود بين شلال "لو" (Loup) العارم وجبل منطقة غراس الداخلية، يفتحان مجاناً أبواب معامل التصنيع أمام الجمهور مع عرض التذوّق.
في الشتاء، يمكن مشاهدة العمل على الحمضيّات (الليمون الحامض والليمون الهندي من مانتون Menton، الماندرين من فالوريس Vallauris، الأترج من كورسيكا وإيطاليا) بشكل فاكهة مغلّفة بالسكر أو مغلّفة بالشوكولا.
تتلألأ الزهور ببطء مع ملامسة الهواء
في الربيع والصيف، يمكن اكتشاف تحوّل الزهور إلى حلويات لذيذة. يتم قطاف بنفسج توريت، وياسمين غراس، وورود تانغو وسنتيفوليا من بلاسكاسييه Plascassier، وزهور رعي الحمام من التلال... في نفس اليوم مع ندى الصباح ثم تغلّف بالصمغ العربي وبالسكر المطحون الناعم قبل وضعها واحدة بعد الأخرى على شبكات. تنضح لمدّة خمسة أيام في أفران تصل إلى 80 درجة، قبل وضعها في شراب السكّر وتصفيتها وتركها لتتلألأ ببطء بملامسة الهواء.
للتذوّق بشكلها الطبيعي، أو للاستخدام لإعداد الكوكتيلات والحلويات اللذيذة. متعة النظر والذوق!
بقلم Eliane Cognet
صحفيّة