في كنف حياة الرفاهية التي تميز كوت دازور، تنعم المناطق الداخلية لمدينة نيس بالهدوء والسكينة. تعود هذه القرى الواقعة في الأعالي، التي بنيت في الصخور، تعود إلى تاريخ طويل وتحمل جميعها طابعًا فريدًا. تحيط بها أشجار الميموزا وحقول الكروم وأشجار الزيتون، وهي ملاذ للباحثين عن الأصالة. يمكنكم استكشافها سيرًا على الأقدام أو بالدراجة. ما رأيكم في القيام بذلك الآن؟
أولاً، قرية لو فيو-كاني، فاصل زمني خارج الزمن.
قرية واقعة في الأعالي غير معروفة كثيرا ولكنها غاية في الجمال. تم تصنيف قرية "أوت دو كاني" التي تعود للقرون الوسطى، كموقع تاريخي في عام 1948، وهي تمثل الجزء التاريخي من مدينة كاني- سور- مير. يمكن التعرف عليها بشكل خاص من خلال شوارعها الجميلة الضيقة شديدة الانحدار المرصوفة بالحصى وسلالمها المزينة بالزهور وإطلالاتها الخلابة على البحر الأبيض المتوسط ومنتزه ميركانتور. هنا، لا داعي لإخباركم أن الوقت يتوقف. ونخص بإعجابنا بكنيسة سان -بيير وسان- بول وكذا كنيسة نوتردام دو لا بروتكشن.
فايونس وتوريت، قريتان خلابتان متجاورتان
تعتبر هتان القريتان المتجاورتان، اللتان يفصل بينهما نحو مائة متر فقط، من الكنوز الخفية لإقليم فار التي لا بد من اكتشافها على الساحل. تقع هاتان القريتان على منحدرات التل، على مقربة من مدينة فريجوس، التي تبعد 30 كم فقط. إذا كنتم من محبي قرية الصغيرة فايانس لهويتها البروفانسية النموذجية، ومغسلها القديم، وكنيسة نوتردام دي سيبري الرومانية الجميلة، وإطلالتها البانورامية الرائعة بزاوية 360 درجة على المناظر الطبيعية الزرقاء، فإنكم ستعشقون الروح الفنية لقرية توريت، التي تتزين شوارعها بسلالم ذات درابزينات تعود لعدة قرون، وتنتشر فيها أعمال من إبداعات الفنانين المحليين: السيراميك، اللوحات، والمنحوتات... كل شيء موجود هنالك. وكل شيء جميل.
قرية سايلان، واحدة من أجمل القرى في فرنسا
إنها بالتأكيد أكبر فخر للمناطق الداخلية لمدينة نيس. تجسد قرية سايلان التي تقع على بعد بضع كيلومترات من فايانس، تجسد هي الأخرى القرية البروفنسية النموذجية. بساحاتها المظللة (لا سيما ساحة ثورون)، ومنازلها المتدرجة، ونوافيرها المنعشة، وبابها السارازيني... يجدر بالذكر أن قرية سايلان تحتضن أيضًا العديد من مجموعات الرسام ماكس إرنست، الذي اختار أن يعيش أيامه الأخيرة فيها.
قريتا بانيول وسان -بول، وقفة في غابة فارواز
حان وقت لإيقاظ الحواس في بانيول وسان -بول أون فوريه ، القريتان اللتان تعتبران تكريمًا للطبيعة. تقع القريتان على ارتفاع 300 متر، على سفوح جبال إستيريل ، محاطتان بأشجار الصنوبر الحلبي، والبلوط الأبيض، والبلوط الفليني. إنها فرصة لعشاق المشي لاستكشاف هذه المنطقة والاسترخاء تحت ظلال أوراق الشجر، حيث تعتبر سان- بول أون فوريه نقطة انطلاق للعديد من الرحلات عبر الغابات. وعند مغادرة القرية، تذكروا أن السباحة متاحة أيضًا في بحيرة ريوتوار الجميلة.
قرية مونس، حارسة بلاد فايانس
إنها بلا شك، الأعلى في المقاطعة، حيث يبلغ ارتفاعها إلى 814 مترًا! يُقال حتى أنه في أيام الصفاء، تحت سماء زرقاء وشمس في أوجها، يمكنكم رؤية ظلال كورسيكا. وقد تم تصنيف مونس على أنها "قرية ذات طابع خاص"، وهي مكان رائع للتجول في ساحة سان سيباستيان، والاستمتاع بإطلالة رائعة على البحر الأبيض المتوسط، وتأمل مبانيها المزخرفة بالحديد، دون أن ننسى النزول نحو الصخرة المنحوتة المذهلة. ومكافأة صغيرة عند الخروج من القرية: استكشاف، إن أمكن، أودية سياني، على حدود الألب-البحرية.
قرية كاليان، حلزون على التل
عند العودة من مونس، يمكنكم القيام بزيارة لكاليان، القرية، التي ترتفع 325 مترًا، تتوزع على شكل حلزوني حول قلعتها الإقطاعية الفخمة غورغ، وتشتهر بوجود تمثال في أسفل ساعة القلعة. التي تعود للعصور الوسطى. علاوة على ذلك، تم تقديم هذا "التمثال" للقرية من قبل هنري بيفو، النحات البلجيكي، في السبعينيات والثمانينيات. لذا، إذا مررتم من هناك، تأكدوا من لمس أنف الحيوان الذي يُعتبر تميمة الحظ...
قرية مونتورو، إجازة متأنية على ضفاف الماء
في سهل فايانس، ليس بعيدًا عن أودية سياني، تقع "محطة العطلات الخضراء" مونتورو. علامتها المميزة: جدرانها المغطاة بألواح خشبية مطلية، والتي كانت في السابق ملكًا للمصمم كريستيان ديور. ننصح بالاستمتاع بهذه القرية التاريخية بتأني، حيث يمكنكم عبور مركزها القديم، وزيارة كنيسة سان- بارثيليمي، والانغماس في الجمال اللامتناهي لبحيرة سان- كاسيان، التي تُعد محمية طبيعية. إنها مثالية للصيد، والسباحة، والاسترخاء في ظلال خلجانها.
قرية تانيرون، ملكة الميموزا
على "طريق الميموزا"، في هذا الجزء من إستيريل، داخل كتلة تانيرون ، ترى الحياة باللون الأصفر. من منتصف ديسمبر إلى مارس، تُغطي الأزهار الذهبية المكان (2200 هكتار)، مما يجعلها أكبر مساحة مزروعة بأشجار الميموزا في فرنسا. إنها لوحة رائعة من الألوان، بالإضافة للروائح العطرة أيضًا.
بقلم Rédaction France.fr
تتابع هيئة تحرير France.fr سمات وأخبار الوجهة لتحدثكم عن فرنسا التي تبتكر وتعيد استكشاف تقاليدها. قصص ومهارات تشجّع على اكتشاف أو إعادة اكتشاف بلادنا.