يمثل الاحتفال بعيد الميلاد في الألزاس لحظةً رائعةً مفعمةً بالتقاليد أكثر من أي مكان آخر. إنه موسم الاحتفالات الذي يبدأ الألزاسيون في الإعداد له قبل أسابيع طويلة من اليوم المشهود، ويحتل فن الطهو والحِرَف اليدوية مكانة مميزة خلال هذه الفترة. للاطلاع على ذلك، نتتبع أوليفييه ناستي رئيس الطهاة الحائز على نجمة والذي يعمل في فندق شامبار، وسيلفي جرانجون بائعة الزهور المحترفة، وصانعة الخزف الماهرة بيجي ويرلنج أثناء الاستعدادات التي يقومون بها بين كايزرسبرغ وسوفلينهايم، وكذلك في قلب الغابة الألزاسية.
في الألزاس، تحتل الاحتفالات الخاصة بعيد الميلاد مكانة خاصة أكثر من أي مكان آخر؛ إذ يتفنن السكان المحليون في تزيين بيوتهم من الداخل وشرفاتهم وواجهات منازلهم.
وفي هذه الفترة، يشتد الطلب أيضاً على المهارات المحلية، وقد تتبع موقع فرنس. إف-آر ثلاث شخصيات هم: أوليفييه ناستي رئيس الطهاة في مطعم "لو شامبار" في كايزرسبرغ، وسيلفي جرانجون بائعة الزهور المحترفة التي تصنع أكاليل عيد الميلاد، وصانعة الخزف الماهرة بيجي ويرلنج في سوفلينهايم.
التقاليد الألزاسية مصادر إلهام لأوليفييه ناستي في مطبخه
يستلهم أوليفييه ناستي -رئيس الطهاة الحائز على نجمة وأفضل عامل في فرنسا- من تقاليد السكان الذين يعيشون في القرى النائية في الغابة الألزاسية، لإعداد الوصفات التي يقدمها في مطعم "لو شامبار". ويقع هذا المطعم في كايزرسبرغ وسط مزارع الكروم في الألزاس تماماً، وتوجد خلفه سلسلة جبال فوج. ويتحدث رئيس الطهاة واصفاً ما يحدث في عيد الميلاد، فيقول: "تتزين القرية بأكملها، ويكون المشهد ساحراً، كما يضع الجميع أشجار التنوب أو الأكاليل على نوافذهم".
في عيد الميلاد وكذلك على مدار العام، يرغب رئيس الطهاة في نقل الشعور بأصالة طهيه وبحبه للألزاس، حيث يقول إنه "تعلَّم الكثير أثناء وجوده بين مزارع الكروم والجبل"، قبل أن يذيع صيته ويُعرف بأنه الطاهي الذي يُضفي الحيوية على المطبخ الألزاسي. "أعيد إلى الألزاس ما قدمته لي خلال السنوات العشرين الماضية".
ومن جانبها، تستعد سيلفي جرانجون لعيد الميلاد من خلال جمع أكواز الصنوبر والطحالب لصنع أكاليلها الطبيعية لعيد الميلاد، تزين أيضاً بائعة الزهور المحترفة متجرها وتقول في فرح: "إن من الممتع حقاً أن ترى كل هذه الشموع المُضاءة في كل مكان".
حلقات زينة عيد الميلاد للفترة التي تسبق مجيئه
في الألزاس، تحتوي حلقات الزينة المُستخدمة خلال الفترة التي تسبق مجيء عيد الميلاد على أربع شموع، تُضاء واحدة منها كل يوم أحد من الآحاد السابقة على عيد الميلاد. "تتميز هذه فترة بالكثير من الاحتفالات، وهذا يجعل الناس ينتظرون عيد الميلاد في مرح وسعادة غامرة".
وتضيف قائلة: "يجب أن يكون الجو بارداً أثناء عيد الميلاد حتى يمكننا تقدير قيمة روائح المشروبات الساخنة والقرفة واليانسون وخبز الزنجبيل، فحين تكون الطبيعة باردة وجميلة؛ تنغلق أكواز الصنوبر عند الشعور بالبرد، ثم تتفتح على شعاع من أشعة الشمس". وتستلهم بائعة الزهور من هذه الطبيعة لصنع إبداعاتها.
إن الشغف بالتقاليد الخاصة بعيد الميلاد والتي يتقاسمها الجميع في الألزاس، هو ما يجعل صانعة الخزف الماهرة بيجي ويرلنج تقول إن أهل الألزاس "مولعون" نوعاً ما بحماسهم الزائد لاستعدادات عيد الميلاد. وتصنع بيجي الخزفيات في سوفلينهايم، وهي القرية التي تعيش فيها أسر من صانعي الخزف منذ أجيال عديدة مضت.
أطباق من الخزف ليجتمع الناس حول الطعام في عيد الميلاد
إنها تشكل الصلصال لصنع أطباق من الفخار، من شأنها أن تُضفي مذاقاً فريداً على ما يُطبخ فيها أو ما يوضع فيها لتزج في الفرن، سواء أكانت قطع الملفوف الأبيض والذي يعد إحدى الأكلات الألزاسية الخاصة بامتياز أم طواجن اللحم بالخضراوات.
تجعل هذه الأطعمة الناس يتجمعون حول المائدة، خاصة في فترة عيد الميلاد. وتقول بيجي معلقة: "يُقال إننا نطبخ أكثر من اللازم في الألزاس، ولكن دائماً ما يكون ذلك للترحيب بأحد الأشخاص وتناول الطعام معاً".
ما أجمل الشعور بالراحة عند الجلوس بالقرب من المدفأة داخل مكان مريح ومُزين بالطريقة التي ينتهجها أهل الألزاس في التزيين بعد المشي لبعض الوقت في البرد في غابة هاجينوه الجميلة والشاسعة! ... كل ذلك يجعلنا نحتفل بعيد ميلاد سعيد حقاً.
للاطلاع على المزيد:
- رحلة في قلب التقاليد الخاصة بعيد الميلاد في الألزاس
- قوموا بالإعداد لرحلتكم في الألزاس
بقلم هيئة التحرير
تتابع هيئة تحرير France.fr سمات وأخبار الوجهة لتحدثكم عن فرنسا التي تبتكر وتعيد استكشاف تقاليدها. قصص ومهارات تشجّع على اكتشاف أو إعادة اكتشاف بلادنا.