حجارتها الشقراء، الحمراء أو الرمادية اجتازت قرونا من الزمن، وأسواقها تعود للعصور الوسطى، وقلاعها المحصنة، وساحاتها السرية ... ما رأيكم في رحلة عبر الزمن من خلال التنزه في قرى فرنسا؟ من أوكسيتاني إلى كورسيكا مرورا ببروفانس ، لكل مكان أسراره، أساطيره الفريدة، نوافيره المصنفة ومعالمه التي تعود لما قبل التاريخ. إليكم 5 قرى خالدة لنزهة ما بين الماضي والحاضر.
التمتع بظل بيوت قرية من منطقة بروفانس
جدران منازلها السميكة ترشح الحرارة وخرير الماء يهدهد ساحاتها وأزقة، في قرى بروفانس الساعات تمر ببطء. في سيغوريه، القرية الصغيرة المتشبثة بصخرة دانتيل- دو- مونتميراي، يبدو الزمن متوقفا في ظلال المنازل القديمة. تنعش نافورة ماسكارون (القرن السابع عشر) المصنفة كمعلم تاريخي، تنعش المتجولين، وتوفر الأشجار المرتفعة ظلها الذي يبلغ مائة عام من العمر، ويذكر جرس برج بيفروا الزوار بالوقت، أهلا بكم في قرى منطقة البروفانس ذات طعم الخلود ...
التنزه في كولونج- لا -روج، إحدى أجمل القرى فرنسا
كنيسة سان- بيير وبرج جرسها ثماني الاضلاع الذي يعود للقرن الثاني عشر؟ أحمر! مصلى التائبين (القرن الرابع عشر)؟ أحمر! بيت حورية البحر؟ أحمر مرة أخرى! بنيت قرية منطقة كوريز التي تعود للقرون الوسطى، بالكامل من الحجر الرملي الأحمر الذي تختلف ظلاله حسب المناخ، وهي مصنفة من بين أجمل القرى فرنسا بشوارعها المرصوفة بالحصى ومساكنها الجميلة. التجوال فيها يمنح إحساسا بالسفر عبر الزمن، ما بين مبنى السوق الذي يعود للقرن السادس عشر، حيث كانوا يقيمون سوق النبيذ وزيت الجوز لغاية القرن التاسع عشر، والقلاع ذات الأبراج المحصنة.
نزهة عبر قرى كورسيكا المنعزلة
للقيام برحلة عبر تاريخ الكورسيكي، تكون الوجهة صوب المناطق النائية! بالتحديد إلى منطقة بالاني، شمال غرب الجزيرة، حيث تخلد القرى الصغيرة المعلقة فن عيش خاص وتقاليد الأجداد. في سانت أنتونينو، يمكنكم التجوال بين البيوت الحجرية التي تلتف حول قمة صخرية، بحثًا عن أجمل المناظر: من الأعلى، إطلالة بانورامية على كامل بالاني، من البحر الأبيض المتوسط لغاية الوديان! وفي مونتيماغيور حيث تتزين المنازل بأبواب منحوتة، نحتار بين منظر جبل مونتيغروسو أو خليج كالفي؟
تصفح كتابًا للتاريخ بين أزقة سانت- سوزان
إنها مدينة صغيرة جدًا تقع على تل في مايين، في بلاد اللوار. يا له من تراث! عند التجوال عبر أزقة سانت سوزان، يخال المرء نفسه قد عاد إلى الماضي المجيد لهذا المكان الاستراتيجي الذي فشل وليام الفاتح في الاستيلاء عليه في القرن الحادي عشر. لا يزال المبنى، المدمر حتى يومنا هذا، شاهدا على ذلك الزمن ومحاطًا بقلعة من عصر النهضة. ولكن لم تكتشفوا بعد أقدم معلم لسانت سوزان. إنه الدولمين دي إيرف الذي يشهد على وجود السلتيين خلال الألفية الرابعة قبل الميلاد ...
اتبعوا درب الأساطير في سانت -إنيمي
شوارعها القديمة مرصوفة بالحصى النهرية ديرها الذي تأسس في القرن السادس في إطار الحملات التبشيرية في المنطقة. بين ساحة "أو بور" وساحة " أو أول"، تكتسي أجواء قرية لوزر هذه، طابع القرون الوسطى، فكل شيء هنا يستحضر أسطورة القديسه إنيمي التي انتصرت على درأك (الشيطان) في الجبال. بإطلالتها على نهر تارن، الذي يسلك مجراه المنحدرات حيث تتشبث المنازل، نصعد إلى الصومعة حيث لجأت لمعالجة المرضى. لن نجد الشيطان هناك، لكننا سنجد نبع بورل ذو المياه المعجزة بلون اليشم!
اقرأ أيضا: • رحلة في بورغندي • منطقة بروفانس
بقلم آن كلير ديلورم
صحفية رحالة. anneclairedelorme@yahoo.fr